بِمناسَبة الذِّكرى السَّنَويّة لِتأسيس الرِّسالة الدّاهِشِيَّة

بِقَلَم يوسف ق. سلامة

في ربيع عام 1942 شاء الله تعالى انبثاق فَجرُ الحُرِيَّةِ.

حُرِيَّةُ الانعِتاق من كبول المادَّة الرهيبة ذاتِ التأثير على الجَسَد لكن الواهِنة أمام جبروت الرّوح.

شاء الله ذلك اليوم إعلان تعاليم الخلاص لِبَني البَشَر. تعاليمٌ أظْهَرَتْ على يديّ نَبِيّ الله الدكتور داهِش أن الروح هي كائن سامٍ نَقِيّ لا يدانيه أي شائبة مادِيَّة. عالَم تُنْشِدُهُ جميع المخلوقات في العوالم المادِيَّة على تبايُن درجاتِها. عالم يسوده الاتكال على الله وعمل وصاياه؛ فيه السلام والوِحْدة بكلّ معانيها الطاهِرة.

لقد أرسى السيّد المسيح له المجد تعاليمه السماوِيّة مُظْهِراً جوهرها في الصلاة الرّبّانية، مُبِيّنا للبشَر أن مشيئة السماء في العَدل هي الثابِتة وهي التي يجب أن تنتَصِر في القلوب.

لقد ناضَل تلامِذة السيّد المسيح وصحابة الأنبياء على مَرّ التاريخ أشَدّ نِضال، نضال حتى الدَّم، فالموت، فَسَطَّرَت السماء أسماءهم بحروف من نار في كُل بُقعة من بِقاع الكون، ليكونوا كَمَشاعِل وهَاجة تخترق أعماق الظلمات مُمَزِقةً أيّاها حتّى نهايات ذَرّاتها.

إنّ الله تعالى لا يُضيع حَقّ أحد، فَمَن له يُعْطى ويُزاد، ومن ليس له فالذي يَظُنّه له سيُأخَذ منه. هذه العِبارة قالها السيد المسيح له المَجْد قبل ألفَيّ عام؛ فمن جاهَد وِفْق تعاليم الروح سينال الخلاص، ومن نكص فالدركات السفليّة بانتظاره بِحَسَب حُكم عدالة السماء المُحْصِيَة حَتّى أفكار المَرْئ وكُلّ ما صَغُرَ ودَقّ.

فالحمدلله على مجيء الدكتور داهِش إلى عالَم الأرض لكي يحيا كُل من يَعْمَل بوصاياه حياة أبديَّة.

كُل عام وأنتم بِخير.