دفاعاً عن الداهشيَّة

دِفاعاً عن الداهِشيَّة 

 

الداهشية هي رسالة أمل وسلام وفوق ذلك محبَّة أخويَّة.

إنها رسالة سماويَّة وقفت ضِدَّ كل تطَرّفّ دينيّ وسياسيّ متحديّة كل التعاليم التي تحاول زرع بذوره في عقول أنقياء العقول وأبرياء النَّفْس وهادمة كُل سلاسل التَّمييز العُنْصُريّ الدّينيّ والجِنسيّ والسّياسيّ.

 

إنّه لَمِن دواعي الشَّرَف والّسرور لنا كَداهِشِيين أن ننشُر تعاليم هذه الرّسالة السَّماويَّة المجيدة، الدَّاهِشيَّة، في أي مكان تَسْمح به عين عناية الله السَّاهِرة حيث يتم ذلك الإجتماع الرُّوحيّ إنَّها لَبَركة عظيمة.

 

من المهم جِدَّاً أن نُلْقي الضوء على قضيَّة اجتماعيَّة مُهَدّدَة للمجتَمع وهيس في مواجهة مستَمِرَّة لها؛ ألا وهي بروز الحركات الدّينيَّة المتشَدّدة التي تَتَخَفَّى تحت سِتار الدّين.

أحدها يُسَمّى “داعِش” وهو اختصار لكلمة ” الدولة الإسلاميَّة في العراق والشَّام” حيث يتم خلط هذا الإسم واسم نبيّنا الحبيب الدكتور داهش والمشتَقّ من الدَّهشة الذي يُشير إلى معنى الرَّوعة والعَجَب والإذهال. فتللتَشابُه الحاصِل في نُطق الكلمات يحدو الأمر بالقارِئ إلى الظَّن بأن الإسمَين مرتبطان ببعضه البعض. لكن لا شيء يمكن أن يكون أبعد من الحقيقة، فالداهشية هي حركة روحية سامية ودين تنوير هدفها الرئيسي هو إعادة الإنسانية إلى الإيمان  بالخالق من خلال تعاليم سماوية يقبلها العقل بالمنطق الدامِغ المُؤَكّد والمُثَبذت للحقائق العلمية وليس من خلال العنف والجهل. فرسالتنا السَّماويَّة لا يمكن أن تلتقي على طريق واحدة مع الحركات الأصوليَّة السياسيّة لِعِدَّة أسباب أهمّها:

 

  1. يؤمن الدَّاهِشيون بوجود أنظمة روحيَّة عادلة تسود أرجاء الكون وتؤمن بحقيقة التَّقمّص التي يُسْمح من خلالها للكائنات إلإنتقال إمّا إلى كواكب ذات درجات رفيعة أو كواكب ذات دركات جحيميَّة وذلك بحسب استحقاق الفَرْد بِنِسْبة أعماله.
  2. تؤمن الدَّاهِشِيَّة بوجود السيَّالات الرُّوحيَّة التي تربط العالم الماديّ بالعالم الرُّوحيّ، وهي تُعْتَبَر امتدادات لعالم الرّوح الذي لا يشوبه أي شائبة ماديَّة وموجودة على مستويات ودرجات متفاوتة منها العلويَّة أو الفردوسيَّة ومنها السُّفْليَّة أو الجحيميَّة؛ وهي مُتَمَثّلة بالمادَّة التي نراها بالعين المجرَّدة. إذن هي مسؤولة عن وجود الحياة في البشَر والنبات والجماد و الكواكب؛ إذن يعتَبَر السيال قوة جامعة تربط كل ما هو مادّي، معلوماً كان أم مجهولاً، مرئيَّاً كان أم غير مَرْئيّ،  وقد ورد مصطلح “السَّيال” بإلهام إلهي للأديب العظيم جبران خليل جبران رحمه الله وقد تمّ تَفسيره من قبل مؤسس الرّسالة الداهِشيَّة  التي بدأت بوحي إلهي في 23-3-1942
  3. تؤمن الدَّاهشيَّة بوحدة الأديان؛ أي أن أصلها واحِد؛ إذن هي سُبُلٌ مختَلِفة تؤدّي إلى الوصول إلى تعاليم الخالِق السَّماويَّة عَزَّ وجَلّ فهي سُبُل تنويريَّة على درجات و مستويات روحيَّة مُتبايِنة. وبخلاف الأديان السماويَّة الثلاثة تقر الدَّاهشيّة بالديانة البوذية كدين مؤسّس من قِبَلِ هادٍ وقائد روحيّ عظيم ألا وهو بوذا الحكيم. ومن المؤسِف والمُخْزي أن يشهد الإنسان دمار تراث عالمي ومعابد وآثار بوذيَّة وغيرها مِمَّا يمت للحضارة والإنسايَّة بِصِلة.

أخيراً وليس آخِراً، تضُمّ الرسالة الداهشيَّة نخبة من أرقى المثقّفين والأطباء كالدكتور جورج خبصا  والدكتور فريد ابو سليمان رحمهما والله وغيرهم. لقد آمنوا من أعماق قلوبهم بحقيقة الدعوة الروحيَّة السَّامية لما رأوه من معجزات ومنطق يخشع لبراهينه الدامِغة العَقل. لقد رأوا في الدكتور داهِش رجل الله الذي ثَبَّتهُم في معتقدهم الدّيني بواسطة معجزات تمَّت على يديه بواسطة الروح، الأمر الذي دفع بأعدائهم الجَهَلة إلى اضطهادهم وتعذيبهم اشَدَّ تعذيب.

 

لكن بعيد اندلاع الحرب اللبنانيَّة تم اختيار الولايات المتحدة الأمريكيَّة كمكان انطلاق جديد للدعوة الخالدة.

 

آملين وضارِعين إلى الله تعالى أن تنتشِر القيم الروحيَّة بالعدالة والمحبَّة الأخويَّة وحُريَّة المعتَقَد في العالم أجمع آمين.

 

بقلم يوسف سلامة