كَلِمة بمُناسَبَة يوم مولد الدكتور داهِش

 

كَلِمة بمُناسَبَة يوم مولد الدكتور داهِش

بِقَلَم يوسف سلامة

 

ميلادٌ سَماوِيٌّ لا أرضي، نارٌ روحِيَّةٌ مُطَهِّرة تَجَلَّتْ بِمَعْرِفَةِ التَّعاليم الدَّاهِشِيَّة، وتَكَمَّلَتْ في السَّيْرِ وِفْقَ منهَجها الرُّوحِيّ.

شاءَها الله تعالى بِدايَةً، وأطاعَها كُلّ مُؤمِنٍ صَّادِقٍ، فَكانت أعمالاً صالِحة.

وَبِناءً على تطبيقها في عَمَلِ الخَير، رأى كُل مُؤمِنٍ صالِحٍ الحياة الجديدة التي شاءها الله لِكُلِّ مَنْ يَتَّبِعَ وصاياة المبارَكَة الطَّاهِرة. كان الدكتور داهِش خيرَ مُطَبِّقٍ لَها؛ فهوَ ابن السَّماء المُبارَكة الطَّاهِرة.

شاءَ فَوُلِدَ حامِلاً هُمومنا وبالتَّالي آلامنا، خاض التَّجارِب الأرضِيَّة الرَّهيبة، وانْتَصَرَ عليها بِثباتِهِ العَظيم العجيب. قارَعَ الكَذَبَة وَالمُشَكِّكين، والمُتَعَصّبين للتَّقاليد الفَلْسَفِيَّة الباطِلَة، روحِيَّة كانت أمْ أرْضِيَّة، فكافَأهُ رَبُّ السَّماءِ بِكُلّ نِعْمَةٍ وبركة عُلْوِيَّة لأنَّهُ مُسْتَحِقٌّ كُلَّ الإسْتِحْقاق لِطهارَتهِ التي عَمِلَ على تَحْقيقها بِجهادِهِ الرُّوحِيّ الخالِد. كانَ صَوتَ الرُّوح هو قائدهُ، ونِداءُ الروحِ دَليلُهُ، وكل مؤمن حقيقيّ رفيقهُ.

فَمَهْما عَلَتْ سَطوَةُ المادَّةِ بِمُغْرياتِها، كان الدكتور داهِش لَها بالمِرْصادِ لِسَحْقِها “روحِيَّاً” بِسيفِ الكَلِمة. لَم يَدَعْ أيَّة قُوَّة فَلْسَفِيَّة أو دِينيَّة أو حِزْبِيَّة تتمَكَّنْ منهُ، حاشا لله.

لَمْ يَنْصَعْ لِفَريقٍ ضِدَّ آخَر؛ فكان يأنَفُ من هكذا أُمورٍ. ما كان يَتْبَع طائِفة على حِساب أُخْرى، بَلْ كان مُسَّلِماً حياتهُ لله منذ مَولِدِهِ إلى انتِقالِهِ إلى عالَمِهِ حيثُ أخوتهُ المُؤمنين. مِن هناكَ تأتينا مساعدة روحِيَّة إنْ أوصَلْنا سيَّالاتنا إلَيها بِحَسَبِ أعْمالِنا فَننال رِضى الله وَبَركاتهِ؛ ونَسْتَحِقّ أن نُدْعى داهِشيّين وداهِشيَّات بإذْنِ الله تعالى.