عيد النُّبُوَّة

 

 

عَيدُ النُّبُوَّة

 

بِمُناسَبة مرور عيد النُّبُوَّة في الثَّامِن عَشَر من شهر يونيو، وهو أحَدَ الأعياد الثلاثة التي تُقام في الدَّاهِشيَّة، إذْ يأتي بَعْد عيدَيّ تأسيس الرّسالة وعيد ميلاد الدكتور داهِش.

 

بِقَلَم يوسف سلامة

في السَّماء وخَلْفَ الآفاق والأبْعاد المادِيَّة المُنظورَة وغير المَنْظورَة؛ مِن مَلأٍ روحِيّ طاهِر زار الدكتور داهِش عالَمنا الأرْضيّ. جاءَ خَلاصاً وَرَحْمَةً لِكُلّ مَنْ يُنْشِدُ الرُّوح مَنْهَجاً وَمَن يَرْنو لِضفافِ مِشْعَلِ النُّور ميناءً، ولِكُلّ خاطِئ أذاب نَفْسَه توبَة مُعْتَرِفاً بِخطاياهُ على مَذْبَح الفضيلة.  فكانت النُّبوءَةُ نِبْراساً وَهَّاجاً أبَديَّاً لا مَحْدوداً يَخْطِفُ الأبْصار وَكُلُّ نَفْسٍ وسَيَّال مُسْتَحِقٍّ لِدَرَجاتِ العُلَى ومُهَنْدِسِها السَّرْمَدِيّ؛ خالِق البَرايا عَزَّ وَجَلّ.

 

كانت النُّبوءَة خير شاهِدٍ وَشَهادة، فَمِنْ خِلالها شُيّدَتْ موانِي الحُرِيَّة النَّفْسِيَّة، حيث تَسْحَبُ بِتَيّارِها كُلّ مُتَمَسّكٍ بِتعاليم السَّماء، كُل من جاهَدَ طائعاً بإرادته صوت الحَق، فَيَصِل إذ ذاك إلى مَرْفأ سلامِ النَّفْس بانْتِظار الهادي الحَبيب؛ النَّبيّ المُنْتَظَر، رئيس السَّلام، الدكتور داهِش.

ومِنْهُ نِلْنا نِعْمَةَ المَعْرِفَة، ومَجَّاناً أخَذْناها بالخِبْرَة الروحِيَّة، ومجّاناً سَنُبَشّر  بِها؛ لِكُلّ تائق لِمَعْرِفةِ الحقيقة، فثوابنا هو عند الله عَز وجَل.

وَأمامها سَتُذَلَّل كُل الإضطهادات النَّفْسِيَّة والجَسَدِيَّة فَتَبْقى كَلِمَة الله سَيْفاً مُسلَّطاً على أعْناقِ المُتَغَطْرِسين المُتَكَبّرين الفُجَّار الذين ما التَفَتوا إلى قول الله واسْتَهْزأوا بِوصاياه، وستبْقى كَلِمة الله في الكتب السماوِيَّة إكسيراً شافِياً تُقَدّمهُ شَمْس البِرّ بِأشِعَّتِها المَمْدودةِ بِسَخاءٍ إلى قُلوبِ العِطاشِ إلى الحقيقة حَتَّى وإنْ كانوا في أقصى الظّلمات في المَسافة وقُوَّةِ الدَّيجور، فَينالون المعرِفَة والإسْتِقرار والسَّعادَة، وبِأعْمالِهِم الصَّالِحة نَلْتَقي جميعاً على شواطِئ الأبَدِيَّة بعد اجتياز عواصِفِ الزَّمانِ المُعاكِسَةِ لِتَيَّارِ الحَقّ الماضي كالسَّيف والمُقَوِّض أساساتِ الجَحيم الحَجَرِيَّة المُلْتَهِبَة.

وَكُلّ عام وأنْتُم بِخَيْر.