في ذِكرى ميلاد الدكتور غازي براكس رحمه الله.

في ذِكْرى ميلاد الأخ الحبيب الدكتور غازي براكس رحمه الله (2-5- 1936)

بِقَلَم يوسف ق. سلامة

مُشعلاً وسناداً للرسالة الداهِشية جاءَ. عشرات من السنين قضاهاه باذِلاً كُلّ مُرْتَخَص وغال في سبيل إعلاء الكلمة السماويَّة يَغْرِفُ تعاليمها مُطَبّقاً إياها بحذافيرها، فكان خير مِثالٍ يُحْتَذى به. أرْسى الكلمة في العالَم أجمَع. كلماته التي كتبها بأمانة الرسول، لنبي الله الدكتور داهِش. تلك الكلمة النبويةّ التي عَلَّمَها الدكتور داهِش، فكان للدكتور غازي رحمه الله شَرَف أمانَتها وتفسيرها على كثافتها، بحسب كلمات الدكتور داهِش (دون زياة أو نقصان)؛ فكانت الخلاص لكل تائق إلى الحَق ولكل إنسان في العالم تلهمهُ سيالاته التعَرُّف إلى الرسالة الداهِشية وفَهْم مَراميها المبارَكة النبيلَة.

تعاليم الداهِشية التي ترمي إلى نبذ الأنانية فالتعصّب الديني، فيكون الجميع واحِداً تحت ظِلّها، يدفعهم إخلاص الإنسان لأخيه الإنسان. لا بُغض، لا حِقد، بل الجميع في تناغُم وانسجام من أجل تحقيق هدف الروح العُلْوِية وهي إيمان جميع الناس وقبل ذلك العَمل الصالِح بالمحبة الأخوية والتضحية؛ تماماً كما طبقها الدكتور داهِش والمهاتما غاندي ونبي الله محمد صلى الله عليه وسلَّم الذين جاهَدوا روحياً جهاد المُسْتميت من أجل السلام، وفيه، وبِهِ، فَضَّلوا السَّجْن على حياة الترَف الشخصية، وحياة الآخِرة على الدُّنيا، فَكُتِبَت لهم. وكما ضحى المهاتما غاندي بكل الدنيويات كذلك الدكتور داهِش والأنبياء عليهم السلام، بَل وكُل من سار على هذا النَّهج، وقد أثبَت الدكتور غازي رحمه الله أن الأمر متاح لكل ذي نسمة حياة؛ إنه الأمل والرجاء الحقيقيين.

وكما وَرَد في القرآن الكريم: ( وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام)- سورة ابراهيم 23

فلنتمسكّ بهما، ولنجعلهما قِبْلتَينا أثناء سيرنا وتطبيقنا لكل الحَق.

سلام لنَفس الدكتور غازي القاطِنة في النعيم المُقيم بعد جهاد الجسد الرهيب. أجل سلام، سلام.