في الذّكْرى الثَّانِية لإنتِقال الدكتور غازي براكس رَحِمَهُ الله

في الذِكْرى الثَّانِية لإنْتِقال الدكتور غازي براكس رحمه الله

 

بِقَلم يوسف ق. سلامة

 

في مِثْل هذا اليوم انْتَقَلَ عن عالَمنِا أحَد اعظَم رِجال الرُّوح قاطِبة.

رَجُلٌ أمْضى مُعْظَم حياتِهِ في خِدْمَةِ الله تَعالى ونَبِيِّهِ الحبيب الهادِي؛ الدكتور داهِش.

كان الدكتور غازي رحِمَهُ الله أخاً لِكُل ما يَمتُّ للفضيلة والعَمَل الصَّالِح بِصِلَة. فَمُنْذُ دَعْوَتِهِ إبَّان شَبابِهِ للإنْخِراط في العَمَلِ الرُّوحِيّ حَتَّى بَدَأ نِضاله من تَوِّهِ يُبَشِّرُ بالرِّسالة السَّماوِيَّة التي انْتَظَرَها الكون. وكان نتيجة لِذلك أن ضَحّى بِنَفْسِهِ تَضحِيَة قَلَّ أن جاراه في عَظَمَتِها بَشَرِيّ. ألَّفَ كُتُباً ومقالات، وفي نَفْس الوقت صَبَّ اهْتِمامه على المُؤمنين خاصَّة وعلى كُل باحِث عن الحقيقة عامَّة، إيماناً مِنْهُ بإعلاء كَلِمَة الله في رِسالتهِ المُبارَكة.

عشرات وعَشرات هي الرَّسائل التي كان يَرُدُّ عليها يوميا باهْتِمام ودِقَّة مُتناهِيَة، هذا فَضْلاً عَن قيامِهِ بِتَنْقيحِ ما يكتبه الأخوة من مقالات طويلة وقَصيرة، بَل ومراجَعة وتنقيح كتبهُم أيضاً إذا اقْتَضى الأمر. كُل ذلك خِدْمة لله دون أن أن يتقاضى فِلْساً واحِداً، ونحن شهود على ذلك. أضِف إلى ذلك تدوينه بإلهام روحِي للكتاب الدَّاهِشي الذي يَضُم آلاف الصَّفحات، هذا الكتاب العظيم الذي سيصْدُر قريباً والذي ينتظره العالم الدَّاهِشي بِفارِغ الصَّبْر. لقد تَعَرَّض الدكتور غازي رَحمه الله إلى اضطهادات نَفْسيَّة عظيمة سواء من بَعْض المؤمنين أم مِن غير المُؤْمِنين، لكن العجيب أنَّه حَتَّى أعْدائه الألدَّاء ينتظرون كتبه ومقالاته وكلماته انتظار الصَّحْراء للماء، تُرى ألا يُعَد ذلك انْتِصاراً روحِيَّا؟ جوابي هو نَعَم وبِكُلِّ تأكيد.

الأمر الثَّابِت الذي لا شَك فيه هو صُموده في وجهِ مُضْطَهِديهِ ومحاربته الرُّوحِيَّة الحَسَنَة بالسَّلام والتَّقوى.

 

كان لي شَرَف اللقاء به، والتَّواصُل الدَّائم مَعَهُ إلى آخر لَحْظة من حياتِهِ، حَتَّى لَكُنَّا كابن وأب روحِي. هو أب لِكُلِّ من يُطيع كلمة الله.

لقد كان وقع نَبأ انْتقالِه عن عالَمنا بالنِّسْبة لنا كانقِضاض الصَّاعِقة، لكِنَّا على يَقين بِأنَّهُ الآن حَيّ في أعْلى درجات النَّعيم الفِرْدوسيَّة العُلْوِيَّة، مُرافِقاً لِلدكتور داهِش الذي حَوله سَيَجْتَمِع كُلّ داهِشي مُخْلِص انْتَصَر بِتَطبيق وصايا الله تعالى بالمَحَبَّة والإخْلاص وعَمَل الخير للجميع وجميع مخلوقات الله أيضاً.

 

26-12-2016