في ذِكرى ميلاد الدكتور داهش
1-6- 2019
بقلم يوسف قبلان
في غَمْرَةِ الظلام وتحتَ نير عُبودِيّة النَّفْس المُكَبَّلَة بِقيود الضَّعْف الموروث الناتِج عن الخطيئة، أطَلَّ شعاعاً نافِذاً حامِلاً رِسالةً روحِيَّة مبارَكة هي وَصية الله تعالى لأبناء الكون، وتفويض السَّماء لِنَبِيٍّ شَهِدَتْ لِمَجيئهِ الأنبياء، من سيدنا آدَم عليه السَّلام إلى نَبِيّ الله محمد صَلوات الله وسَلامهُ عليه.
مُكَلّلاً بِتاج النَّصْر على عَبَدةِ الظّلام والشَّرّ والتَّضليل جاء. مُؤَيّداً بِمُعْجِزاتٍ سَطَعَتْ كالبَرْقِ في قُلوب النّاس نوراً وَهِدايَة للمسكونة. فَمُعْجِزاتِها التي تُؤَيّد دَعْوَته شَقَّتْ حُجُبَ الظّلام، حيث تأكّد للمَلاإ أن لا قُوّة تَعلو على الخَير مهما عَلَتْ سيالات الشّر بِسَطْوَتِها وَجَبَروتِها.
فَيَدُ الله تعالى فوق الجميع، فوق كُلّ بَشَر وكائن، تَحْكُم بالرّحمةِ والعَدْل.
إنَّ دَرَجات السيّالات مَهْما عَلَتْ بِرُقِيّها تَظَلُّ خاضِعَةً لِعالَم الروحِ النَّقِيّ الذي لا يَبْلُغُهُ سِوى من اسْتَحَقَّ أو اسْتَحَقَّتْ الوصول إليه بأعْمالِهِا النّقيَّة المُصَوَّبَة بِنِيَّةٍ صادِقة.
كان النَبيّ الحبيب هو القُرآن والإنجيل والتوراة وجميع الكُتُب السماوِيّة مُجَسَّدة، تقودهُ الروح التي قَبِلَ اتّباعها.
إنّ النّبيّ إنسان مِثلنا، لكن تقواه التي أنتجها بِدِفْئِ الإيمان أبْقَتهُ بعد نزولِهِ إلى الأ{ض في أعلى دَرَجات النّعيم؛ فهوَ نَبِيّ يسري عليه ما يَسْري على الأنبياء والبَشَر من تجارِب؛ مولود من أب وأمّ.
لكنه قال:
(طريق السماء في قلبكَ وَقَلْبِ كُل شخص يحيا على هذه الأرْض. فَبِعَمَلِكَ الصلاح تَظْهَر لك طريق السماءِ واضِحة).
وقال أيضاً:
(لِتَكُن أعمالنا مُتّجِهَةً للخير والحَق والفضيلة فهذا خير لَنا لِعالَمنا الآخَر، لأن كُلّ ما تَعْمُرُ بِهِ هذه الحياة الّدُنْيا إنّما هو قَبْضُ الريح وباطِل).
فَلْيُنْشِد غذَن أبناء الأرْض نَشيد الروح ولْيَتَأكّدوا أنهُ ما من خلاص يُشْرِق كالشَّمس في القلوب إذا ما طَبَّقوا الأعمال في الحَق والعَدْل مع نَبْذ وَرَذْل واحْتِقار كُل أنانية وحَسَد وعَجْرَفة وتَبَجُّح، بل مُساعدة اليتيم والمظلوم والفقير فنطون أخوة للنبي الحبيب وصورة عنهُ بعد التوبة بِضَمير نَقيّ حَيّ. فَتَفْرَح السماء وأبناءَها بِنا، وَيَحُقّ لنا ولوجها منتصرين، مُشاركين من سبقونا في الفَرَح الإلهيّ الخالِد.