الفَصْلُ الثَّالِثُ، واقِعُ الحَياةِ وغُموضها

الفصل 3

واقع الحياة وغُموضها

 

إنَّ العَديد من الأُمور التي نَتَّخذها في الحَياة على أنَّها على وجه اليَقين،  هي ليست بالبَساطة كما نَظُن. على سَبيلِ المِثال، ما هو أكثر بساطة من هطول المَطَر في حَدِّ ذاتِهِ؟ الأمطار تُزَوّد الآبار لَدينا، تَرْوي الأرض بِحَيث يُمكِن للنَّباتاتِ أَن تَنْمُو، وَتُوَفّر مياه الشُّرْب لِكُلِّ المَخْلوقات، تزيلُ التَّلَوُّث من الجَو، وهي مصدر مياهٍ  لِغَسْلِ ملابِسنا وسَيَّاراتِنا وللإسْتِحْمام. لكن، وفي الوقْتِ ذاتهِ، تَسْقُط أمطارٌ كثيرة في منطقة مُعَيَّنة بِحيث تُسَبّب فياضاناتاً وأضْراراً في المُمْتَلَكات، خسائر في الأرْواح، وغيرِها من المَصاعِب. الناس يدعون هذا الشيء فِعْل طبيعة أو سوءِ حَظ، لكن لِماذا اسْتَهْدَفَ فِعْل الطَّبيعة هذا منطقة جُغْرافِيَّة مُعَيَّنَة (دون سِواها)، لِماذا يضرب الإعْصار مُدينة مُعَيَّنَة (دونَ غَيرِها)؟

”   أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِمِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ﴿٤٣﴾” سورة النور 43

إذا كُنْتَ تَعْتَقِد أنَّ مِثْلَ هذا الفِعل العنيف للطَّبيعة هو ليس إلَّا حدوثاً عَشْوائيَّاً، فما عليك إلا إعادَة النَّظَر. إذا كان طوفان نوح عَشوائِيَّاً فهكذا تكون الحوادِث أيضاً . فَعلى الرَّغم من عدم تَمَكُّننا من ملاحظة الأمر، إلَّا أنَّهُ يوجد نظام عدالة (السَّبب والنَّتيجة) يَحْكُم العالَم الذي نَعيش فيه. لا يمكن لشيء ذي معْنى أن يحْدُث عَشْوائِيَّاً أو بِدون سَبب. “الحَظ” لا وجود لهُ. عندما تُقامِر وترمي حَجَرَيّ النَّرْد ستكون النَّتيجة إحْصائيَّة بَحْتة. إذا رميت حَجَرَي نرْد وجاء بِنتيجة سِتَّة سِتَّة ، فذلك لأنه كانت لديك فرصة واحِدة من الرَّمْيَة وهي 36(6*6) . ليس لِحَوادِث كهذه أيّ معنى كما أنَّها لا تَخْدِمُ أي غَرَض.

 

من ناحية أخْرى، لِنَفْتَرِضَ أنَّهُ أَثْناءَ القِراءة، حدث أنَّك شَعَرْتَ بِرغبة في الذَّهاب إلى السُّوق لابْتِياع حَليب. ويحْدُث أَنَّه بينَما كُنْتَ تقود سيارتك إلى  المَتْجَر، تَظْهر سيَّارة ما فَجْأة كما من الغَيْب، تُخالِف إشارة الوقوف، ثم تَصْطَدِمُ بسيارَتك فَيُصاب السَّائق الآخر إصابة بالِغة لكن دون أن تُصابَ أنتَ بِأَذى. هل حَصَلَت هذه الحادِثة عَشْوائِيَّاً؟ أمْ كان من المُفْتَرَضِ أن تَحْدُث؟ يُقْسِم السَّائق الآخر بأنَّهُ لم يُشاهد إشارة الوقوف. تُرى ما الذي حَدَا بِكَ إلى الخروج في ذلك الوقت بالذَات؟ لماذا حَصَلَ ذلك الحادِث؟

 

قد يَضْرِب زلزالٌ مدينة ما فيُسَبّب أَضْراراً جَسيمَةً للمباني؛ والبَعْض منها قد يَهْوِي. فَتَهُبُّ فِرَق الإنْقاذ على الفور ويعملون على مدار السَّاعة للعثور على ناجين. يحْدُث أنَّهُ بعد أيَّام مِن دَفْنها تَحْتَ الأرْض يَتِمّ إنقاذ شَخص، باسْتثناء جميع أفراد أسْرته الذين وُجِدوا أمواتاً. هل هذا حَظٌّ؟  لماذا ضَرَب الزّلزال هذه المدينة بالذَّات كَمَقامٍ أَوَّل؟ لماذا نُكِبَ بعض الأشخاص في حين أن غيرهم لم يُصيبهُ أذى البَتَّة؟ لماذا يَبْقى شخصاً واحداً على قيد الحياة بينما تقضي أفراد أُسْرَتهُ كافَّة؟ لماذا يُكابد هذا النَّاجِي آلاماً وعناءً كبيراً؟

” مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ” (سورة الحديد 22)

 

يَحْدُث أيضاً أن يُقَرِّرَ راكبُ طائرةٍ مَدَنِيَّة أن يُغَيّر رِحْلتهُ في اللحظة الأخيرة. وَفي وَقْتٍ لاحِق، يَسْمَع في الأخْبار نَبَأَ تَحَطُّم طائرة رُكَّاب وموت كُلّ رُكَّابِها. لِذهوله، كانت الطَّائرة عَيْنَها التي كان مِنَ المُفْتَرَضِ أن يَصْعدها. ما الذي جَعَلهُ يُغَيّر جَدْوَل سَفَرهِ في تلكَ اللحْظة؟ أكانت ضَرْبة حَظ أنَّه غاب عن رِحْلتهِ؟ أم أنَّ الأمر كان مُدَبَّراً مُسْبَقاً بِطريقة ما أو بِأُخْرى؟ طائرة ما تتحَطَّم، وقليل من الرُّكَّاب تتسَنَّى لهم النَّجاة. لماذا يتَسَنَّى لرُكَّاب مُعَيّنين أَن يَبْقوا على على قَيْد الحَياةِ وليس غيرهم؟

 

لِماذا تَجْري الحوادث؟ هل هي ما نعْتَقِدهُ عَنْها أمْ أنَّها ترتيبات مَدْروسَة؟ يُمْكِن أن تكون قد سَمِعْت هذه العبارة في الفيزياء التي تَصِف مَبْدأ القُوَّة: ” لِكُل فِعْلٍ رَدَّة فِعْل مُساوية لَها في المقدار.” في النّظام الشَّامِل العادِل الذي نَعيش تَحْتَهُ، يُطَبَّق نَفْس المبدأ لكن العِبارة المُسْتَخْدَمة في وَصْفِهِ هي ” السَّبب والنَّتيجة”. أيْ أنَّهُ لِكُل سبب هناك تأثيرٌ مساوٍ. يكون هذا التَّأثير إمَّا سَلْبِيَّاً أو إيجابِيَّاً. إذا أَلْحَقْتَ ألماً بِشَخْصٍ ما فلا بُد أن يُسَلَّط عليك الألم عَيْنَهُ. إذا غَشَشْتَ أو سَرَقْتَ فسَتَدْفَع ثمن ذلك لِضحاياك أكان بِطوعك أم لا. ومِن ناحِية أُخْرى، إذا كُنْتَ تَعيش باسْتِقامة ولا تَفْعَل سوى الخَير فَسَتكون النَّتيجة إيجابِيَّة، وسَتَتِمّ مُكافأتكَ أكان في هذه الحياة أو في الحيوات القادِمة. تُلَخّصُ رُدود الفِعْل السَّلبِيَّة والإيجابِيَّة هذه ما يَحْدُثُ لنا في واقِعِ الحياة. وحتَّى لو اسْتَغْرَقتْك عشرات التَّقَمُّصات، فَسوف يكون هناك ردَّات فِعْل لِكُل فِعْل تَعْمَلهُ. ليس من الممكن تماماً أن تكون لِنتائج أعمالك تأثيراً في هذا العالَم فَحَسْب بل في غيرهِ أيضاً.

تَذَكَّر أيضاً: ” وَقارونَ وَفرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهمْ موسى بالْبَينات فَاسْتَكْبَروا في الْأَرْض وَما كانوا سابقينَ (39) فَكلًا أَخَذْنا بذَنْبه فَمنْهمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْه حاصبًا وَمنْهمْ مَنْ أَخَذَتْه الصيْحَة وَمنْهمْ مَنْ خَسَفْنا به الْأَرْضَ وَمنْهمْ مَنْ أَغْرَقْنا وَما كانَ الله ليَظْلمَهمْ وَلكنْ كانوا أَنْفسَهمْ يَظْلمونَ (40)” (سورة العنكبوت 39- 40)

من هنا يأتي الطَّمس الكبير، فإذا وُضِعَتْ تعاليم السَّيّد المَسيح التي تقول: “ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا ” (مَتَّى 5: 39)   مَحَلَّ المَبدأ القائل ” عين بِعين وسِنٌّ بِسِنٍّ” فهل يَعْني هذا أن اليهود قُد عُلّموا بِشَكْلٍ غير صحيحٍ؟ كيف يُمْكِن لدين بَلَدٍ ما أن يقول شيئاً ثُم يتمّ نَقْضَهُ من قِبَل دينٍ مُكَمِّلٍ؟ لِسوءِ الحَظّ، إنَّه يَتِم تَأويل مَبْدأ عين بِعين على أنه عليك أخذ ثأرك بِيَدِكَ، لكن ليس بالضَّرورة أن يكون هذا ما عَنَاهُ القَوْل. إن السَّبب والنَّتيجة (الفِعْل ورَدَّة الفِعْل) هي تِلْقائِيَّة، وحَتَّى بعد تَقَمُّصات كثيرة، ستظهر النَّتيجة أو رَدَّة الفِعْل نَفْسها على أنَّها، في المَقام الأوَّل، فُرْصة لِتَسْوِيَةِ حِسابٍ مع فَرْدٍ تَسَبَّب في إيذائِكَ. وَبِمُجَرَّد وصول هذه الفُرْصَة، ستَتِمُّ لك النّقْمة، وإذ ذاك تُقْضى حاجة نِظام العدالة الشَّامِلة الذي نَعيش تَحْت ظِلّهِ. هذه ليست دَعْوة إلى العُنْف: إنَّ تَصفية الحِسابات قد تتجلَّى على شَكْلِ “حادِث.” (أيْ، حادِث تمَّ ترْتيبهُ مُسْبَقاً من قِبَل قُوَّاتٍ روحِيَّة) وذلك بِغير معْرِفَة الشَّخص المَعْنِيّ. في بَعْضِ الحالات، تكون ْفُرْصة الإلحاق بالأذى مُقَدَّمة على شَكْل خيار، عندما تنشأ هذه الفُرصة، يكون الخيار لنا في اتّباع تعليم السَّيّد المَسيح علية السَّلام فَنَغْفِر. وبهذا يُمْكننا رفع نفوسنا إلى مُسْتوى أعْلى.

 

يَسْمَح بَلَد ما لِفَرْدٍ أن يُصْبِحَ قائداً، فإمَّا أن تَنْتَكِسَ البِلاد أَثْناءَ حُكْمِهِ أو تَزْدَهِر. أن يُصْبِح الفَرْد قائداً ليس أَمْراً عَشوائِيَّ الحُدوث. إنَّ شَعْب هذا البَلد يَسْتَحِقّ أن يكون هذا زعيمهم. على سبيل المِثال، قاد أبراهام لينكولِن الولايات المُتَّحِدَةِ الأمريكيَّة خلال فترة حرب أهْليَّة دامِية، ولكن نتيجَة لِذلك، تَمَّ الحِفاظ على الإتّحاد، وأُلغِي شَرّ العُبودِيَّة. فقد اسْتَحَقَّت الولايات المُتَّحِدة الأمريكيَّة رئيساً مِثل لنكولِن. ونتيجة لِذلك، ازْدَهَرت البلاد وأصْبَحَت أَعْظَمَ أُمَّةٍ على الأرْض. من الصَّعْب تَصَوُّر ماذا كان سَيَحْدُث لو كان الشّمال قد خَسِرَ الحَرْب الأهْلِيَّة، أو إذا كان الإنفصال عن الإتحاد قد مَضى دُون مُواجهةٍ.

 

ما الذي يُمْكِن أن يكون أَكثر تَدْميراً من الحرب العالمِيَّة الثَّانِيَةِ وقتل ملايين النَّاس من جميع الأُمَم، ومُعاناة مِئات المَلايين، والتَّدمير الفِعْلِيّ لِمُعْظَمِ أُوروبَّا؟ بالنّسْبَة لِمُعْظَمِ النَّاس، كانت الحرب العالَمِيَّة الثَّانِية تَطَوُّراً مُؤسِفاً من الظُّروف والحوادِث التي مَهَّدَت الطَّريق إلى وقوعها، لكن في الحَقيقة، لم تَكُن سِوى خطَّة واسِعة ومَدروس تنفيذها نَشَأتْ من قِبَل السُّلْطَة الإلهيَّة. كيف يُمكن أن تَسْمَح السُّلْطَة الإلهِيَّة بِحدوث مِثل هكذا رُعْب؟ إنَّهُ في ظِلّ النّظام الشَّامِل للسَّبب والنَّتيجة، لم يَكُن لِمِثْل هكذا أذى أن يُلْحِقَ ضَرراً بالنَّاس لو لم يَحِيدوا عن السُّلوك في الحَق في حياة أو حَيَواتٍ سابِقة.

 

ولَعَلَّكُم تَذْكُرون من قِراءتكم الخاصَّة في العَهْدِ القديم عندما احْتَضَنَت إسرائيل الشَّر وعَبَدَت آلِهة آخرين، فَسُمِح لِدول أُخرى بالتَّغَلُّبِ عليها، قاتِلين عشرات الآلاف، مُلْحِقين بِهِم الضَّرر والرِّق والمَشَقَّة على مَنْ تَبَقَّى. فإذا قَبِلْنا أن هذه الأحْداث قد تَمَّت من قِبَلِ الله تعالى، فَلِماذا يجب أن تكون لدينا المُشْكِلة في قُبول أن الحروب الأخرى كانت أيضاً مُرَتَّبة منهُ عَزَّ وَجَلّ؟

 

ما الذي فعله شَعْب الإتّحاد السوفياتي السَّابِق ليَسْتَحِقّ 75 سَنة من قَمْعِ الحُرِيَّة، وأوضاع إقتصاديّة دون المُسْتوى، ثُمّ التَّخَلُّص القَهْرِي من ملايين المواطِنين من قِبَل ستالين؟ وحدهُ الله تعالى يَعْلَم السَّبَب، لكن لو لم يكن هؤلاء النَّاس قد انْحَرَفوا ، في حياةٍ سابِقة، عن حياة البِرّ والسُّلوك القَويم، لَما كانت لِتلك الأحْداث أن تَجْرِي لَهُم. إنَّ السُّلوك الذي أدَّى إلى تلك الظُّروف المُؤسِفة قد لا تكون قد نشأت داخِل حُدود ذلك البَلَد. على سَبيل المِثال، قد يكون مواطناً أمريكيَّا قد صَنَعَ أشياء شِرّيرة كثيرة في الحياة، وَكَعِقابٍ جُزْئِيّ، كان عليه أَن يَعيش حياتهُ أو حياتها المُقْبِلَة في بَلَدٍ تُقْمَع الحُرِيَّة فيها، مِثل الإتّحاد السُّوفياتي السَّابِق.

 

كيف نَضَع الحَدّ الفاصِل بين ما هو مُقَدَّر وما هو ليس كذلك؟ إذا تَذَكَّرَت البَشَر حياتهم السَّابِقة، سيكون الأمر أكثر سهولة، لكننا لا نَتَذَكَّر.  إذا قَرَّر شخص ما شُرْب أو تناول الكُحول، ثُم في وقت لاحِق قاد سيَّارتهُ، وحَدَث أن تَوَرَّط في حادث سيَّارة أَدَّى لِإصابَةِ السَّائق الآخر بجروحٍ بَليغةٍ، فهل هذا يعني أنَّ السَّائق الآخر  كان مُسْتحِق أن يحْدُث له هذا الأمْر، ليس بالضَّرورة. إنَّ الشَّخص المخمور أو المُدْمِن على المُخَدّرات قد ألحَقَ ضَرراً بِغَيْرِهِ، ونتيجة لِذلك، فإنَّ العدالة الشَّامِلة سَتُؤَدّي دورها أكان في هذه الحياة أو الحَيوات المُقْبِلَة. هل تَظن أن الشُّرب بِإسْراف قد نهَت عنه جميع الأديان دون سَبب؟ عندما يَفْقِد شخص ما سَيْطَرَتهُ على نَفْسِهِ أو نَفْسِها عَمْدَاً ثُم يَقْتَرِف أعمالاً تُلْحِق الأذى بِغِيْرهِ فإنَّ ذلك الشَّخص مَسْؤول عن أعْماله.

 

قد يَحْتَجّ البَعْض قائلاً: ” ما هو الضَّرر في شُرْب أو اسْتِعْمال المُخَدَّرات بِخصوصِيَّة في بيوتِنا حيث لا احْتمال في التَّسَبُّب بِضَرَرٍ على أي شخْص؟” أَوَّلاً، إنّ تخدير الشُّعور للخروج من الواقِع ليس هو الحَل، ثانِياً، كثير من الأطفال على مَرّ التَّاريخ قد ذهبوا إلى فراشهم جائعين، عُراة، وذلك لأن آباءهُم قد بَذَّروا أموالهُم في القِمار، المُخَدَّرات والقِمار. في حِين أَنَّهُ كان من المُمْكِن إنْفاق هذه الأموال لِشِراء الغِذاء والكِساء والتَّعْليم الجامِعِيّ. لا يوجد خطأ في إسْتِهْلاك كَمّيَّات مُعْتَدِلة مِنَ الكُحول الخَفيفة، لا سيما مع الوجبات. بَعْد كُل شَيء، لقد حَوَّل السَّيّد المَسيح عليهِ السَّلام الماء إلى خَمْر، كما اسْتَنْفَد نبيذاً مع تَلاميذِهِ خِلال العشاء الأخير. لكن تَبْذير الأموال في رَذائل تافِهة هو أمر غير مُناسِب، حَتَّى وإن كُنَّا لا نُلحِق أذى بِآخرين. فَعَلى نَحْوٍ أفْضَل، يُمْكِن إنْفاق هذه الأموال على النَّاس المُحْتاجين، أو في القَضايا النَّبيلة.

 

إفْتَرِض أنَّك تقود سَيَّارَتك، وفَجْأَةً، تَقْطع قِطَّة ما الطَّريق مُباشَرةً أمامك، فهل تَضْرِب الفرامِل مُحاوِلاً تَجَنُّب قَتْلَها؟ أَم تُتَابِع قيادَتكَ كأَنّ القِط شيء يُسْتهان بِه؟ إذا بَذَلْتَ أفْضَل ما لَديك لِتَجَنُّب الإصطِدام وأخْفَقْت فأنْتَ غير مُلامٍ، فهكذا قُدِّرَ للأُمور أن تَجْري. إذا نَجَحْت في تفاديها فَسَتَشْعُر بالرِّضا وسَتَشْكر الله تعالى على عدم قتل الحيوان أثناء وعْيِكَ. لكن، إذا لم تُحاوِل تفادي صَدْم القِط فَمِنَ المُتَوَقَّع أنَّكَ مَسْؤول عن ذلك وستنال عقابَاً ما في وَقْتٍ لاحِق. في بَعْض الأحيان، النَّاس لا يُدرِكون أن للقِطَّة حقوق مُساوية للإنسان في الحياة، إذ يُمكن أن تكون لديها جِراء، وحياة الجِراء مُعَلَّقة عليها، أو أنَّها قد تَنْتَمي لأُناس مُتَعَلّقُون بِها جِدَّاً. الأمر نَفْسهُ ينطبِق على الحيوانات المُتوَحِّشة سواء بِسواء فيما يَخص الإصْطدام بها.

 

قد يكون شخص ما في حالَةٍ صِحّيَّةٍ جَيّدَة ويَعيش حَياةً مُرِيحة. هذا الشَّخص قد يَتَزَوَّج، و في وقت قريب، تقَع عليه/عليها كوارِث، الواحِدة تِلوَ الأُخْرى، الأمر الذي يَمْلَأ قَلْبَهُ حُزْناً. وقد يُصيب شخص آخَر العَكس تماماً عند زواجه: أي أنَّ يُسْتَبْدَل الفَقْر بالثَّراء، فَتَمْلأ البَهْجة قَلْبَهُ. هل هناك علاقة بين هذه الزِّيجات والتَّغيير الدرامِي في حياة كُل من هَذين الشَّخْصَيْن؟ في رأيي يوجَد ذلك.

 

عندما يَتَزَوّج النَّاس أو عندما تكون لَديهِم مُجَرَّد علاقات جِنْسِيَّة، فإنه يتِمّ بينهم تَشارُك السَّيالات الرُّوحِيَّة تلقائِيَّاً، الأمر الذي يُمَيّز كُلَّ فَرْدٍ مِنهُم في الحَياة. وبالتَّالي تُؤَثّر حياة الرُّجُل في المَرْأة، وكذلك حياة المَرْأة في الرُّجُل. قد يكون هذا التَّأثير إيجابِيَّا، أو سَلْبِيَّاً أو الإثنين مَعاً. إنَّهُ من المُمْكِن جِدَّاً أن يكون التَّأثير إيجابِيّ في بَعْضِ النَّواحِي ، وفي نَفْسِ الوقت يكون التَّأثير سَلبِيَّاً في نواحي أُخْرى. في رأيي، إنَّ المَثَل الشَّائع القائل: “وراء كُل رَجُل عَظيم امرأة” يجب إسْتِبْدالهُ بِ ” خَلْفَ كُل رَجُلٍ عَظيم، امْرأة؛ وَخلْف كلّ امْرأة عظيمة، رَجُل؛ وَخلف كُل رَجُلٍ بائسٍ، امْرَأة؛ وخَلْفَ كُلّ امرأة بائِسَةٍ، رَجُل.”

 

هذا لا يَعْني أن يكون الهُجوم هو على الزَّواج، فَسواء أحْبَبْنا ذلك أم لا، إنَّ حياة الرَّجل والمرأة في غيابِ أَحدهما عن الآخَر يمكن أن يحْمِل الفراغ والألَم. وفي الوقت ذاتهِ، إن محاوَلة التَّفْتيش عن شَريك تتوافَق سَيَّالاته وسَيَّالاتكَ لَهُوَ مضْيعة للوقت. إنَّ السَّيَّالات الرُّوحِيَّة غير مَرْئيَّةٍ و ليس باسْتِطاعتك تَقَصِّيها في بَحْث.

 

لا أَحد يَعْرِف كيف يُمْكِن للزَّواج أَن يُؤَثِّر في حَياتِكَ أو حَيَواتِكَ المُقْبِلَة. إنَّ نِظام السَّبب والنَّتيجة لا بُدّ حاصِل. على سَبيلِ المِثال، إذا كانت زوجَتكَ قد ارْتَكَبَت أعْمالاً مُرَوِّعة في حَياةٍ سابِقةٍ، ونتيجة لِذلك، حَدَث أن أصابها الشَّلل التَّام أثناءَ زواجِكُما، فإنَّكَ قد تَضْطَر إلى إنْفاقِ جُزءٍ كبيرٍ من المال على الفواتير الطِبّيَّة. وَبالإضافة إلى العِبْئِ المالي، هَلْ يُمْكِنُكَ أن تَتَخَيَّلَ/تَتَخَيَّلِي ما سَيُسَبّبه لكَ ألم وَمُعاناة زوجتكَ/ زوجكِ، وذلك بِرَغم عدم بَراءَتِكَ من أفْعالها أو مِن أَفْعالهِ السَّابِقة؟ بطَبيعَةِ الحال يمكنك أن تُؤَدّي الدَّور بِشَكلٍ آمِنٍ فلا تتزَّوَّج البَتَّة، لكن هذا الأمرلا يكون خياراً شَخْصِيَّاً.

“و أمّا من جهة الأُمور التي كتبتم لي عنها فحسن للرجل ان لا يمس امراة” (1كورنثوس 1:7)

 

ثَمَّة جانِب سَلْبِيّ آخَر للزَّواج هو وجود أطْفال. عندما يكون لَديك اَطْفال، فأنت تأخُذ على عاتِقك مَسْؤولِيَّة إحْضارهم إلى هذا الأمر ؛ لِتَلْبِيَة رغبتك في أن تكون أَباً أو اُمَّا، سَواء أَحْبَبْتَ/أَحْبَبْتِ ذلك أم لا. سَيَرِث أطفالكَ بِطَبِيعة الحال العديد من الصّفات ( سَيَّالات رُوحِيَّة) منكَ ومن زوجَتِكَ، إلَّا أَنَّهُم سيَخوضون غمار حياتهِم في نهاية المَطاف. قد يُصْبِحون أناساً مُحْتَرَمين، أو قد يصيرون “حُثالةَ أرْض” . يُمكن لِإنجاب الأطفال أن يُشَكَّل مُشْكِلَة وذلك لِسَبَبَيْنِ: أوَّلاً، أنت مسؤول روحِيَّاً، إلى نُقطة مُعَيَّنة، عن تَصَرُّفاتِهِم، وقد يُعيقون، بِطَريقة غير مُباشِرة، تَقَدُمكَ الرُّوحِي وذلك لِكَوْنِهِم امْتداد لَك. ثانِيا، قَدْ يُسَبّب الأطفال لكَ وَلِزَوْجَتِكَ الألَم إذا ما ذَهَبوا في ضَلالٍ.

 

النَّاس غير المُدْرِكين يَقولون أنَّ الإنجاب هو واجِب أخْلاقِيّ، وأنَّهُ من الأهَمِيَّة بِمَكان أَن يَحْمِلَ شخص ما إسْمَ العائلة، ويَرْعاكَ في سِنِّ الشَّيخوخةِ. إنَّ جوابي على كلامهم هو أنَّهُ “هُراء”. حَدَثَ في وَقْتٍ ما من الزَّمان أنَّهُ كان من المُهِمّ أن تتناسَل النّاَس وتَمْلأ الأرْض؛ لكن، إذا نَظَرْتَ حولَكَ فَسَتُدْرِك بِأَنَّهُ قريباً سَيَبْلُغ مجموع سُكَّان الأرْض 10 بلايين نَسْمَة. إذا كُنْتَ تَعْتَقِد أَنَّ التَّلَوُّث والتَّخَلُّص من النّفايات والأمطار الحِمْضِيَّة، ونَفاذ طَبَقَة الأوزون هو أمْرٌ سَيّئٌ في هذا الوَقت، فَما عليك إلا أن تُفَكّر بِما سَيؤول إليه أمرها لاحِقاً. وإلى جانِب ذلك، أليس أكثر نُبْلاً أن تُصبِحَ أباً أو أُمَّاً، عندما، تتمَنّى/تتمَنّين أن تكون/يْن أباً/أُمَّاً بإيجاد وَتَبَنّي طِفْلاً بِلا مأوى أو مُشَرَّداً بِمَنْحِكَ إيَّاه حَياةً أفْضَل؟

في البرازيل مَثَلاً، هناك ثلاثة ملايين طِفْلاً مُشَرَّداً يتِمّ إكراههم على الممارَسة والخوض في أعمال مُشينَةٍ وغَيْرَ مَشْروعَةٍ وذلك من أجْلِ البَقاء.

 

النُّقْطَة التي أُريد أَن أُقَدّمها هي هذه: أَنَّنا كأفْرادٍ، يمكن أن تكون حياتنا قد بَدَأت في وقت ما “بِخَيارات” ، فَبَعْدَ تَقُمُّصٍ واحِدٍ أو اثْنين، يُصْبِح الخيار في حياة ما قَدَراً لِحياة أخْرى. بكلمات أُخْرى، إنَّ حياتنا مَحْكومَة أَحْياناً بِحوادِثَ مُقَدَّرة هي ليست سِوى نتائج لأعمال سابِقَةٍ؛ بحيث لا يمكننا فِعْل أي شيء حِيالها، وذلك لأن العدالة الشَّامِلة يجب أن تأْخُذ مَجْراها. من ناحِية أُخْرى، إنَّ جُزءاً من حياتنا مَحْكوم ٌ مِنْ خياراتِ آخرين. يَتَضّح هذا الأمر عندما يُلحق بنا آخرون الضَّرر من دون سَبب.

أخيراً، إنَّ العديد من أفعالنا في الحياة ليست سوى خيارات اتّخَذناها بِمِلْئِ إرادتنا. تَكْمُن الفقرة الأصعَب في تحديد ما إذا كان الأذى الذي يُلْحقهُ شَّخص ما بِنا قد حَدث نتيجة قراره الخالِص أو أنَّهُ كان رَدَّةً فِعْلٍ (تِلْقائيَّة)  لِقرارات ما (طَبَّقْناها) في حياةٍ سابِقةٍ. وبِما أَننا لا نَعْلَم من هو المُسَبّب، فَعَلَيْنا ألّا نَتَسَرَّع في إلْقاء اللوم.

 

ثَمَّة تَرْجَمة غير حَرْفِيَّة لِمَثل شَرْق أوسَطِيّ يُفَسّر هذا بِوضوح: “لا تَنْزَعِج  بسبب حادِثٍ مُؤسِفٍ لأنهُ قد يكون قد حَدَث لِمَصْلَحَتِكَ” على سَبيل المِثال قد تَفْقِد مَفاتيح سَيَّارتِكَ، وتُمْضي عشر دقائق في البَحْثِ عنها في كل مكان مُمْكِنٍ، وفي النّهاية تجدها، وتتساءل أنْ كيف وَصَلَت إلى هُناك؟ قد تُصْبِح غاضِباً بِسَبب تأخيركَ الحاصِل، لكن ماذا لو كانت هذه الحادِثة مُدَبَّرة لِسَببٍ ما؟ لِنَفْتَرِضَ أنَّك لم تُحْتَجَز لِلعَشْرِ دقائق هذه، يمكن القول إذ ذاك أن أحد ما كان يريد إيذائك بإرادتهِ الحُرَّة، لكن لأنَّك “اسْتحَقَّيْتَ” أنْ تُنْقَذ، كان لا بُد مِن تَدَخُّل إلهِيّ هناك، فما هو شعورك الآن حِيال مفاتيحك الضَّائِعَةِ؟

 

في بَعْض الأحْيان قد تَجِد نَفْسَكَ في وَضْعٍ صَعْبٍ، مع احْتمال أن لا يُساعِدَك أَحَد، لكن بِطَريقة ما، يظهر شَخص ما غريب  في اللحظة المُناسِبة مُخْرِجاً إيَّاكَ من المأزِق. بالتَّأكيد هناك العَديد من “السَّامِريّين الصَّالِحين” على الأرْض، ولكن كيف يُمكن أن يحَدُث أن يكون ذلك الشَّخص حاضِراً في الزَّمان والمكان المُناسِبَيْن؟ هل يُمكن لِذلك الشَّخْص أن يكون قَد “أُلْهِم” أن يكون حاضِراً هُناك لكي تتلَقَّى المُساعَدَة؟ هل يمكن أن يكون ذلك الشَّخص قَدْ دَفَعَ لَكَ دَيْناً (الآن) وِفْقاً لِحياة أُخْرى ؟ ما الذي يُؤكّد لنا أن هذا الإنسان هو بَشَرِيّ آخر مِثلي ومِثْلك؟ ماذا لو لم يَكُن هذا الفَرْد موجوداً (على الأرْض)، بل كان في الواقِع تَجَلٍّ لِكيانٍ خارِق؟ٍ

 

النَّاس يَميلون إلى الهَيْمَنة على كل ما يُدعى تَدَخُّلاً من عالَمٍ رُوحِيّ لأنهُّ مُسْتَحيل وبعيد الإحْتِمال بالنّسْبَة لَهُم. عندما يُفَكّر النَّاس في العالَم الرُّوحِيّ، غالِباً ما يَطْرَأ في أذْهانِهِم الجَحيم الصَّاخِب، والمَلائكة التي يَنْبَعِث منها الضَّوء الأبيض المُعْمِي، وأصواتٍ مُهيبَةٍ ورَهيبةٍ. لكن ليس بالضَّرورة أن يكون العالَم الرُّوحِيّ كذلك. إنَّ الملائكة التي ظَهَرت بِهَيْئة بَشَرِيَّةٍ لِمُساعَدَةِ لوط وعائلَتهِ للهروب من سَدوم وعامورة، لم تكن مُخْتَلِفة عن أيّ كائن بَشَرِيّ. في الحقيقة، بدَت بشريَّة حَقَّاً بِحيث تَسَنَّى للشَّعْب في ذلك الوَقت أن يَشتَهيها. ماذا عن الرَّجُل الذي تَصارَع مع يَعْقوب كُلَّ الليلة، ليَكْتَشِفَ أنَّه كان ملاكاً من قِبَلِ الله تعالى؟

 

قِصَّة شَعْبِيَّة من أوائل العَصْر المَسيحِيّ تتحَدَّث عن مجموعة من المَسيحيين اخْتَبَأت في كَهْفٍ هرباً من الموت الذي على أيدي الرُّومان. صَلُّوا بِحرارة من أجل النَّجاة بِحياتِهِم، فاسْتجاب الله تعالى لِصلاتهم بِأَنْ ألقاهُم في سُبات مُدَّة 309 سنوات. عند اسْتيقاظهِم، لم يلاحظوا أمراً غير عادِيَّاً، لكن عندما أُجْبِروا على مغادرة الكَهف لِطَلَبِ الطَّعام، صُدموا لإكتشافهم أن المسيحيَّة قد انْتَشَرَت على نِطاقٍ واسِعٍ، وأنّ من كانوا يَعْرِفوهم لم يكونوا على قَيْد الحياة. وبعد التَّحَدُّث إلى مَن واجهوا من ناس، عَلِموا أنَّهُ قد مضى 309 سنوات على اخْتِفائِهِم. القُرآن الكريم يُؤَكّد صِحَّة هذه القِصَّة التي يمكن قِراءَتها في سورة الكهْف. هل يُمكن أن يكون هُناك تَفْسير عِلمِي لِهذا الحَدَث؟ ما لم يَكُن هناك تَدَخُّل لِقوى خارِقة كيف يُمكن لِمثل هكذا حادِثة أن تَقَعَ منذ  1600 سَنة، لا سيما أنه من المستحيل إطالة أَمَد الحياة بهذه الطَّريقة مع أَفضل ما توصَّلنا إليه من تكنولوجيا في القَرْنِ العِشرين؟ كيف تمكَّن دانيال من النَّجاة في جُبِّ الأُسود؟

 

كثير من حوادث أُخْرى كهذهِ في الكتب المُقَدّسَة بِأكملها تَمِيلُ إلى تَعْزيز فِكْرَة تَدَخُّل قُوَّات خارِقة. لكن، وبعد كُل شيء، بعض الحوادِث قد لا تكون خارِقة للغاية. وعلى سَبيل المِثال، لنَنْظُر إلى رؤيا حزقيال عن الكاروبيم. هل أَّنُهُ في الواقِع وَصَف وَحْشاً؟ إذا كان حزقيال قد رأى وَحْشاً في ذلك الوَقْت، فهَل تَظُن بأنَّهُ سيصِفهُ على أَنَّهُ من  الآلة؟ أم أَنَّهُ سيَصِفه كَوَحشٍ شبيه بِطائر؟ ماذا إذا كانت رؤياه وَصفاً لِمركَبة فَضائِيَّة؟

 

كيف تَمَكَّن يونان من البقاء على قيد الحياة في بَطن الحوت ثلاثة أيَّام؟ هل يُمكِن لأيّ عالِم أن يُظهِر أن للإنسان فُرصة في البقاء داخِل الجهاز الهَضمِي لأيام ثلاثةٍ كامِلةٍ وأن يَخْرج من جوفه سَليماً؟ كيف يُمكن لشَخص ما من ذلْك العَهْد أن يَصِفَ غواصَةً رآها؟ هل كان لِيَصِفها على أَنَّها آلة أم سمكة عَظيمة؟

 

إنَّ النُّقطة التي أُحاوِل وضعها هي التَّالية: بعض الحوادِث في الكُتُب المُقَدّسة هي خارِقة دون رَيْبٍ، لكن بعض الخوارِق لا تبدو شَيْئاً إذا ما مُحِّصَت وَفُسِّرَت حَرْفِيَّاً من قِبَلِ شخص عقْلاني في القَرْن العِشرين. لكن، إذا تَمَّ تحليل هذه الأحْداث في سِياق أوسَع، فإنَّها تُصْبِح مَنْطِقِيَّة.

 

 

2 thoughts on “الفَصْلُ الثَّالِثُ، واقِعُ الحَياةِ وغُموضها

  1. إيمانك راءع يا منير حماك الله وحمانا منا من أنفسنا ومن الآخرين
    ام بالنسبة للاح المجاهد الباحث المرحوم غازي فالقصة تطول وتطول ولعل يوما ما نلتقي ونستعيد ذكراه كما ذكر الإخوة الموءمنين اللذين سبقوه ونرجوا ان يرفع الباري بان يرفع درجاتهم

  2. سلام الله، ألف شكر للأخ الأستاذ سامي على تعليقه القَيّم الذي أصاب كَبِدَ الحقيقة؛ وهي نِضال الأخ العزيز غازي براكس رحمه الله الذي كان مِثالاً لنا وَقُدوة في اتّباع كلمات الدكتور داهِش التي هي لنا نبراساً ومَنارة أينما اتّجهنا أكان في هذه الحياة أو حياة أخرى في الكون.
    نُجَدّد شُكرنا أخ سامي.
    إحتِرامنا.

Comments are closed.